الخميس، 28 أبريل 2011

العلاقة المحرمة ( إيران وإسرائيل ) - التاروف والشوتزْباه



  • أحب أن أوضح نقطة قبل أن أبدي بالموضوع السابق عن علاقة إيران وإسرائيل ذكرت الموضوع بنظرة واسعة جداً ولم أدخل بالتفاصيل لأني اذا كنت سأدخل بالتفاصيل سألف كتاب وليس موضوع بمدونة , لذلك في ناس قالت لي بهذه المواضيع تحتاج إسهاب وتفاصيل أكثر وكلامهم صحيح ولكن انا أحببت أن أجعلها ليس عبارة عن موضوع واحد بل مجموعة مواضيع والقارئ يرتبها كما لعبة البزل أذكر موضوع من هناك وموضوع من هناك والقارئ بمعلوماتة يكون صور شاملة وواضحة 


ننتقل لموضوعنا



(( أنا فخور بأني يهودي وأنا فخور بأني إسرائيلي ولكن لا يوجد ما يجمعني مع هؤلاء الناس )) مواطن يهودي إسرائيلي من أصل إيراني 

في تركيبة المجتمع الإسرائيلي هناك تعدد فكري وثقافي وإجتماعي كبير بل أن هناك يوجد تنافر بين بعض اليهود والسبب يعود لأصول هذة الفئة أو تلك الطائفة كما هي حال مجتمعاتنا العربية مثال هناك النجدي وهناك الزبيري وهناك الحجازي وهناك البربري وهناك الأمازيغي وهناك عرب عاربة وعرب مستعربة

والمجتمع اليهودي يعاني بشدة من هذة النقطة ولكنها أقل حدة من مجتمعنا العربي , والمجتمع الإسرائيلي مجتمع مهاجر ليس ذو أصل واحد فهناك اليهود الأوربيون واليهود الروس واليهود الإيرانيين واليهود والعرب واليهود الأفارقة وهذا التنوع جعل هناك شبة حساسية من بعضهم للأصول الأخرى وحصل مايطلق علية عالمياً صراع الحضارات ولكن بشكل مصغر , وهذا الأختلاف بينهم كبير بالثقافة وبالعادات والتقاليد والخصوصية لكل طائفة وطريقة التعامل وأسلوب الحوار وطريقة الأكل وطريقة التربية وطريقة تكوين الأسرة وغيرها من الأمور كما هو حال أوطاننا العربية فطريقة عيش المواطن السعودي القبلي تفرق عن طريقة عيش اللبناني مثلا وطريقة عيش المواطن الكويتي تفرق عن طريقة عيش اليماني فهناك عادات تفرق سواء بالعلاقات الإجتماعية أو بالفن أو طريقة اللبس ولكن هذة إختلافات لا تضر أو لا تولد حساسية وهي كمثال فقط من أجل التوضيح

وهذا التعدد الموجود في إسرائيل ساهم في إنغلاق بعض الفئات على نفسها فلا تتزوج من بعضها أو تحب مخالطة بعض الفئات وهناك فروقات شاسعة بين بعض الفئات وخاصة عندما نقارن اليهودي الأوربي باليهودي الشرق أوسطي أو مايطلق عليهم الأشكيناز والميزراحي فنجد بينهم بعد ثقافي كبير وعدم إحترام لبعضهم البعض وإنتقاد كل منهم لطريقة عيش الأخر فالأشكيناز متحررين ليبراليين ليس مهم عندهم الأخلاق وكل إنسان لة حرية تصرفاتة حتى لو كانت شاذة وغير سوية وطريقة عيشهم صاخبة بعكس الميزراحي الشرقي الذي يهتم بالأخلاق ولديهم خطوط حمراء ويهتم بالأخلاق ويراعي العادات والتقاليد القديمة

وما ذكرتة يقودنا إلى مربع الصراع الحاصل بين اليهود الإيراني الأصول واليهود الأوربيون فاليهود الإيرانيين والأوربيون هناك فرق شاسع بينهم وكل منهم يتحفظ على الأخر فاليهود الإيرانيية البالغ عددهم 200 ألف مع أنهم مهاجرين ويعيشون بإسرائيل ولكنهم يفضلون التحدث باللغة الإيرانية على اللغة العبرية فيما بينهم ولديهم نزعة وحب وإخلاص لوطنهم الأم إيران ويتمنون العودة لها ويحنون لإيران والعيش فيها بالمستقبل بل انهم يحتفلون بعيد النوروز بصخب جم ويفوق حتى الإيرانيين نفسهم وهذا شيئ يقودنا إلى ان اليهودي الإيراني يفتخر بالقومية الإيرانية وانه من أصل إيراني وهذا الأمر يجعل اليهود الأشكيناز يكشون منهم ويتحفظون على بعض تصرفاتهم وخاصة فيما يتعلق بإيران والتصريحات الإيرانية فنجد مثلا عندما يصرح نجاد بأنة سيبيد اليهود وإسرائيل ويشكك بالمحرقة نجد أن اليهود الإيرانيين بإسرائيل لا يأخذون هذا التصريح بجدية كبيرة أو الرد علية بقسوة وبدفاع مستميت مع تصعيد الخطاب ضد إيران بالعكس يأخذونة كتصريح عادي وهذا البرود في الرد على الإيرانيين من قبل اليهود الإيرانيين الإسرائيليين يثير حفيظة اليهود الأخريين فيشككون في ولائهم لإسرائيل

التاروف هو مبدأ إجتماعي إيراني يحكي عن الأدب غير الصادق وعدم الإفصاح عن النوايا والغايات مهما تكن التكاليف وبدهاء بالغ وأدب جم يمررون رسالتهم خلف الكثير من المجاملات المضللة عن قصد أو التعامل بطريقة إجتماعية غير صادقة ولكنها محترمة وهي ثقافة إيرانية متأصلة فيهم يفهمها الإيرانيين جيداً وهي أساس في التعامل الإجتماعي عندهم أذكر مثلا عليها اذا يتبادل الإيرانيون مثلا دعوات إلى العشاء أو الغداء أو على أي شيئ كان ولكنهم لا يعنون ذلك صراحة فهو يعرض عليك الدعوة وهو يعرف أنك سترفضها وهي نوع من المجاملات الإجتماعية ولكن اذا قبلتها من أول مرة سوف يقول عنك وقح وكيف تفعل ذلك وبعكس اذا عرض عليك هذه الدعوة لأكثر من ثلاث مرات فمعناتة انة فعلا يريد أن يدعوك وسوف تكون وقح اذا رفضت هذة الدعوة 
هذا هو مبدأ التاروف الإجتماعي الذي يطبقة اليهود الإيرانيين في تعاملاتهم الإجتماعية في إسرائيل ولا يفهمة اليهود الأخريين وهذا المبدأ ليس مقتصر فقط على الدعوات الإجتماعية بل يدخل في طريقة الأكل والتعامل التجاري والزواج بل حتى في السياسية

وأما الشوتزْباه فهي سمة ثقافية أخرى يتميز بها اليهود الأوربيون وهي مكروه من قبل اليهود الإيرانيين ويتعامل بها اليهود الأوربيون في حياتهم بل هي طريقة حياتهم الإجتماعية  وتعني الوقاحة أو الحقد وهي أن توصل نقطتك بطريقة صريحة أو أن أوصل فكرتي وحتى وإن كانت عن طريق الإستهزاء والإنتقاص من الأخر فهو لا يهم عنده هذا الشيئ مدام ان فكرتة وصلت ووضحت مثلا هم يحكون نكتة ويقصدون من ورائها شرح فكرة مثال على ذلك يتجادل صبي مع والديه وفي فورة غضبة يقتلهما ويتم القاء القبض عليه وعندما يعرض على المحكمة يبكي أمام القاضي ويقول أرحمني ففي النهاية أنا صبي يتيم

هذه الوقاحة من قبل اليهود الأخريين لا يحبها اليهود الإيرانيين ويعتبرنها فظه ومن يتبعها قليل أدب ووقح وليس صاحب ذوق وهذا مايجعل اليهود الإيرانيين ينعزلون بعض الشيئ إجتماعيا عن باقي اليهود فهم يريدون المحافظة على عاداتهم التي يكنون لها التقدير وهذا الفكر لدى الإيرانيين يجعل الباقي اليهود يسود لديهم الإرتباك من ردات فعل اليهود الإيرانيين لانهم صريحيين وواضحيين بالتعامل وبتوصيل النقطة بغض النظر عن ما هي رده فعل الذي أمامهم بعكس الإيراني الذي تجد يتكلم مطولا ويجعل الحديث طويل لكي لا يقول لك كلمة لا لانه يجدها فيها إنتقاص اذا قالها مباشرة لغيرة لذلك يحاول قولها بطريقة طويلة محترمة وليست وقحة

الصدمة الثقافية التي أصيب بها اليهود الإيرانيين عندما عاشوا وعاشروا باقي اليهود في إسرائيل جعلهم يحنون لأرض الوطن إيران , إيران التي اذا ذكر أسمها عند مواطن يهودي إسرائيلي من أصول إيرانية يتنهد تنهيد طويلة مع إستعادة لشريط ذكريات وأمجاد وثقافة وعزة إيران مع إفتخار بهذا الأمر , إيران التي سوف يعودون لها ويعيشون فيها بالمستقبل ولكن بعد أن تتعدل الأوضاع فيها وتصبح جاهزة لإستقبالهم مرة أخرى


سوف أذكر تعليقات ليهود إيرانيين عُمِلت معهم مقابلات أو صرحوا بهذة العبارات لأحد ولن أعلق عليها وأن متأكد أن النقطة التي أتحدث عنها سوف تصل لكم بعد قراءة تعليقاتهم

"إيران تُعد جزءاً منا، ولا يمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق"

"أنا لا أبالي بما يقوله أحمدي نجاد , هو يتمنى الموت لنا ، ويريد تدميرنا , ولكنني أحب إيران"
 
"أريد أن يكون باستطاعتي السفر إلى إيران , لزيارة عائلتي , كما أتمنى أن يكون بإمكان أفراد عائلتي المجيء إلى هنا"

"في إيران الكل يقول أن الحياة هنا رائعة يعطونك مال وبيت الحياة هناك سهلة فقدمنا إلى هناك وأصبنا بصدمة الحياة هناك صعبة لكنها ليست بمثل صعوبتها هنا"

"قلبي مشتاق إلى إيران"

"لا أريد ان يعيش أولادي كما يعيشون"






إنتظرونا في مواضيع قادمة عن العلاقة بين إسرائيل وإيران ولا تحرمونا من تواصلكم معنا والمناقشة تابعوني على تويتر a9errabie@