الاثنين، 6 أغسطس 2012

شوية منطق !!

يا نفسي إني أوجهة لكي هذا المقال في الدرجة الأولي لك لكي تعرفي طريقك طريق الحق فنحن الآن في زمن أصبحت الأوهام هي من تسيطر علية لا الحق ويا عقلي أني أدعو الله أن يزيدك حكمة ويزيدك منطق ويزيدك تنور وإنفتاح فنحن في زمن أصبحت فيه العقول مكبلة بالعاطفة, أنا أكتب هذا المقال لي أنا قبل أن أكتبة لكل "ذكي كامل القريحة"
فـ اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.


أكثر ما نعاني منه في حراكنا السياسي هو أن كثير من الشعب لا يرى الوضع من زاوية المنطق لتكوين رأي بل أنهم يستخدمون زاوية العاطفة للحكم عليك, إن إنتقدتني فأنت ضدي إن خالفتني فأنت خطر علي لذلك أجعلك عدوي وهذا هو أكبر جرم بحق المنطق وللأسف هذا ماهو شائع بيننا للحكم على المختلفين معهم.
نعم أنا كنت مِن مَن كانوا يستخدمون العاطفة في الأحكام, ولازلت أسعى من أجل التخلص من هذا المنظور لأن مثل هذا المنظور له إيجابيات في مواقع معينة وله أيضا سلبيات مدمرة على المدى البعيد.
ونحن لا نُلام فنحن نعيش بوسط بيئة ثقافية تبغض المنطق بل أن وصل الأمر فيهم لقول من تمنطق تزندق وهذا هو سبب معاناتنا فهم يريدوننا كـ دجاج المزرعة لا أكثر, مسلمين مفاتيح عقولنا لهم ليتحكموا فينا فما أحوجنا إلى المنطق لإصدار حكم على الأمور.
 طبعا المنطق الذي أقصدة
هو منطق خليط بين منطق أرسطو, وفرانسيس بيكون, جون ستيوارت, تومس هوبز, دافيد ريكاردو, العلامة الأخضري, إبن سينا وبيرتراند راسل عن الوضع السياسي والإجتماعي والحياتي وهذة الكوكبة من العلماء والقراءة لهم لكي نستفيد في تحرر عقولنا من ماهي فيه من بقع الأفكار الهدامة لكل عمل عقلي منطقي.

أمر يعتمد على الملاحظة والتجريب لتكوين واقعنا والإستدلال على طريق الحق فالمنطق يجب أن يكون مَشعل يُنير لنا ظلمات واقعنا المرير في الوصول للحقيقة واذا إسترسلنا فيه قليلاً نستطيع أن نقول هو الذي يعتمد على أمرين فيه للحكم على الأمور.
  • شرط ذاتي يتمثل في تطهير العقل من كل الأحكام السابقة والأوهام والأخطاء التي انحدرت إليه من الاجيال السالفة
  • شرط موضوعي ويتمثل في رد العلوم إلى الخبرة والتجربة وهذا يتطلب معرفة المنهج القويم للفكر والبحث
وهذا المنهج هو الذي أسير فيه وأعتبره الأقرب للوصول للحقيقة الذي يقوم على الإستقراء وليس المنهج في حد ذاتة هو الغاية التي نريد الوصل له بقدر ماهو وسيلة للوصل للمعرفة الحقيقية.
وهذا النوع من المنطق يحتاج إلى صبر ومواقف وتجارب عديدة وقد أزيد عليها صدمات تجعلك تكتشف نفسك وتقرأ الواقع من نواحي مختلفة تبتعد فيها كل ذرة من العاطفة, يجب أن يتخلص الإنسان من عقائدة وآراءة ويبحث ويختلي مع نفسة من أجل تكوين الرأي الأمثل بعد الإستقراء, يجب علية أن يطرق أبواب الحكمة ليبتعد عن العثرات فالإستقراء يجب أن يتبعة ملاحظة وتجربة لتكوين رأي, وما أكثر المواقف التي تحتاج فعلا منا أن نفصلها موقف موقف لكي نخضعها للملاحظة والتجربة الحسية الواضحة ونبتعد عن الأوهام والتكهنات, فالمنطق يحتاج قرينة والقرينة تأتي من الأمور المحسوسة الملموسة لكي تبني عليها رأيك ومتى ما بني رأي على غير هذا الأمر أصبح الإنسان يعيش في فراغ الحقيقة ولا يعيش الحقيقة نفسها.

وهذة الكلمات مملة أعرف عن المنطق عند الإنسان العادي, لكن بالحقيقة هو كلام يجعلك إنسان متمكن تعرف كيف تواجهة حتى لو تعرضت للكثير من الضغط, وكما يقول ستيوارت إن ما أخشاه وأمقته ضيق الأفق وسحق الأفراد من قبل وطأة السلطة أو العادة أو الرأي العام.

من هذة العبارة نستنبط منها أن المنطق طريقك من أجل مواجهة واقعنا الحالي وهذا الكلام أخص فيه الواقع السياسي بالخصوص رغم أنه منهج حياة يخص جميع نواحي حياتك.
وطريق المعرفة تبدأ بالتجربة الحسية التي تعمل على إثرائها بالملاحظات الدقيقة والتجارب العملية والفكرية ثم استخراج النتائج منها بحذر وعلى مهل ولا يكفي عدد قليل من الملاحظات لإصدار الأحكام وكذلك عدم الاكتفاء بدراسة الأمثلة المتشابهة بل تجب دراسة الشواذ من الأمور الجوهرية في الوصول إلى قانون عام موثوق به كما قال الفيلسوف بيكون.

و يجب علينا جعل مقوله ستيوارات العظيمة "إن كل ما يقيد المنافسة الحرة هو الشر المطلق، وكل ما يطلقها هو الخير العميم" منهج لنا في الحكم والإستقراء, علينا تقبل الأخر حتى وإن أختلف معنا قد يكون هو الحقيقة لكن كبريائنا لا يسمح لنا وهذا هو دمار للمجتمع والفكر والثقافة والرأي, فمن غير المعقول أن نجعل كل من لدية فكر إنسان خطر علينا ومن الظلم أن تحاربة من أجل كسب البشر أترك الناس تقارن بينك وبينة لكي يعرف الناس من أقدركم على الإقناع.
ففي أخر المطاف نحن زائلون وليس عيب أن يكون الإنسان على خطأ لكن العيب هو معرفة الحقيقة والإستمرار في الخطأ لأن فيه ظلم للنفس قبل أن يكون ظلم للبشر.

وهنا قال ستوارت إن البشر جميعا لو أجتمعوا على رأي وخالفهم في هذا الرأي فرد واحد لما كان لهم أن يسكتوه بنفس القدر الذي لا يجوز لهذا الفرد إسكاتهــم حتى لـو كانت لــه القوة والسلطة.
ويبرر ستوارت بأننا إذا أسكتنا صوتا فربما نكون قد أسكتنا الحقيقة وإن الرأي الخاطئ ربما يحمل في جوانحه بذور الحقيقة الكامنة وإن الرأي المجمع عليه لا يمكن قبوله على أسس عقلية إلا إذا دخل واقع التجربة والتمحيص وإن هذا الرأي ما لم يواجه تحديا من وقت لآخر فإنه سيفقد أهميته وتأثيره.
فكم يجب علينا التوقف كثيراً وطويلاً فعلا عند هذة الكلمات العميقة جدا لكي نسمح بضوء المنطق للتسلل إلى ظلمات عقولنا.

وهذا الأمر لنعززة ونجعلة فعلا لنا طريق يمشي به الكل علينا أن نتسعين ببعض الفلسفة الليبرالية التي ترى أنه يجب على الإعلام أن يقوم بتزويد الجماهير بالحقائق المجردة بهدف بناء عقولهم بناء سليماً بصورة طبيعية وأن المعلومات التي يجب أن تتناولها أجهزة الإعلام يجب أن تتسم بالموضوعية.
اذا وصلنا فعلا لهذا الحال من الإحترام للجماهير حينها سنقول اذا لم نستخدم المنطق للوصول للحقيقة فلاحاجة لنا لنعيش ونقرر ماذا نريد.

وفي نهاية حديثي أحب أن أقول "إن أي عمل يعتبر منافياً للأخلاق ما لم يصدر عن شعور بالمحبة للآخرين" كما قال ريكارد وأنا والله وأشهدة بذلك أني كتبت هذا الحديث عن محبه فعلا.
كم نحن نحتاج دخيل الله شوية منطق بس !!